قصة السكينة في الغار
حين اشتد الأذى على رسول الله ﷺ وصاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
في طريق الهجرة، وصلا إلى غار ثور يختبئان فيه من قريش التي كانت تطاردهما بكل ما
أوتيت من قوة.
في تلك اللحظات العصيبة، كان أبو بكر ينظر حوله بقلق ويقول: يا رسول
الله، لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لرآنا!
فأجابه النبي ﷺ بثبات واطمئنان:
"لا تحزن إن الله معنا" [التوبة: 40].
هنا، تتجلى عظمة السكينة؛ إذ أنزل الله على قلب نبيه وصاحبه طمأنينة
عظيمة، فتحوّل الخوف إلى أمان، والاضطراب إلى ثبات. لم يعد لصوت الأقدام فوق
رؤوسهما وقعٌ في النفس، فقد حضر يقين الله، ومعه نزلت السكينة التي غمرت القلوب.
هذه القصة تعلّمنا أن السكينة ليست غياب الخطر، بل هي نور في القلب
يجعل صاحبه مطمئنًا حتى لو كانت الدنيا من حوله تضج بالخوف.