الله الملجأ الوحيد

في لحظات الانكسار، حين يثقل القلب بالهموم وتبدو الطرق جميعها مغلقة، يعلو صوت داخلي يسأل: لمن ألجأ؟ وحين تتردد الإجابة: وأنت ربي ، يطمئن القلب ويستعيد يقينه أن هناك…

الواثقه بالله
المؤلف الواثقه بالله
تاريخ النشر
آخر تحديث

في لحظات الانكسار، حين يثقل القلب بالهموم وتبدو الطرق جميعها مغلقة، يعلو صوت داخلي يسأل: لمن ألجأ؟

وحين تتردد الإجابة: وأنت ربي، يطمئن القلب ويستعيد يقينه أن هناك بابًا لا يُغلق أبدًا… باب الله.

لمن ألجأ وأنت ربي

يمرّ الإنسان بلحظات يشعر فيها أن الأبواب كلها قد أُغلقت، وأن الناس قد اعتذروا أو غابوا، وأن قلبه يوشك أن ينكسر من ثقل ما يحمل. وفي تلك اللحظات يتردّد سؤال صادق من أعماق النفس: لمن ألجأ وأنت ربي؟

هذا السؤال ليس ضعفًا، بل هو قمة القوة؛ لأنه يربطك مباشرة بمصدر الأمان الحقيقي، بالله سبحانه، الذي قال:
"أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء".

أولًا: الله أقرب إلينا من كل قريب

الناس مهما أحبّونا قد يعجزون عن فهم ما في قلوبنا، لكن الله أقرب إلينا من أنفسنا، يعلم ما نخفي وما نُظهر، ويسمع أنيننا قبل أن تنطق به ألسنتنا.

حين تشعر بالوحدة أو الكسر، تذكّر قوله تعالى:
"ونحن أقرب إليه من حبل الوريد".

ثانيًا: الدعاء… جسر العبد إلى ربه

الدعاء ليس كلمات تقال، بل هو اعتراف بالعجز، وتسليم كامل بين يدي الله. كلما ضاقت بك الدنيا، قل بصدق:
"يا رب، ليس لي سواك، فكن لي كما تحب."

✦ اجعل الدعاء عادة يومية:

  • قبل النوم: اطلب من الله أن يحفظك.

  • في السجود: ابكِ بين يديه واشكُ ما في قلبك.

  • عند الفرح: احمده واطلب منه الثبات.

ثالثًا: القرآن… ملجأ القلوب المرهقة

في لحظات التعب، اقرأ القرآن، ستجد فيه رسائل خاصة موجهة إليك. آية تذكرك بالصبر، وأخرى تطمئنك بالفرج، وثالثة تذكّرك أن رحمة الله أوسع مما تتصور.

فالقرآن ليس كتابًا للقراءة فقط، بل هو رفيق يربت على قلبك في أصعب الأوقات.

رابعًا: الصلاة… راحة العبد

حين قال النبي ﷺ: "أرحنا بها يا بلال"، كان يقصد أن الصلاة ليست تكليفًا فقط، بل ملاذًا وراحة.
في السجود تحديدًا، يذوب ثقل الهموم، وتشعر أن كل ما كان يرهقك صار صغيرًا أمام عظمة الله.

خامسًا: الرضا والتسليم

أحيانًا يكون الفرج في الرضا قبل أن يتحقق الحلم. أن تقول من قلبك:
"اللهم اختر لي ولا تخيّرني، وارضني بما قسمت لي."
فمن رضي بما اختاره الله، رأى أن البلاء كان طريقًا إلى عطاء أعظم.

ومضة أخيرة

حين يتخلى عنك الجميع، ستجد أن الله معك. وحين تظن أن الطريق مسدود، سيفتح لك الله بابًا لم يخطر لك على بال.
فاسأله بصدق: لمن ألجأ وأنت ربي؟ وستسمع الجواب في قلبك: "ألستُ بكافٍ عبدي؟"

تعليقات

عدد التعليقات : 0