تمرّ علينا في الحياة لحظات نشعر فيها بثقلٍ على القلب وضيق في الصدر، حتى يصبح التنفس صعبًا والكلمات قليلة، ويبدو أن كل الأبواب مغلقة. في هذه اللحظات، يتساءل المرء: أين أجد السكينة؟ وكيف أستعيد راحة قلبي؟
السكينة ليست مجرد حالة هدوء خارجي، بل هي راحة داخلية وطمأنينة يزرعها الله في قلب عبده، فتجعله ثابتًا أمام تقلبات الحياة، مطمئنًا رغم شدة الظروف.
🌿 السكينة في القرآن الكريم
القرآن الكريم لم يترك قلوبنا تائهة، بل دلّنا على طريق السكينة:
-
الذكر: قال الله تعالى:
﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28]
فالذكر هو البلسم الذي يهدئ القلب، وكلما ازداد العبد ذكرًا لله، امتلأ قلبه نورًا وراحة. التوكل على الله:
﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ [الطلاق: 3]
التوكل الحقيقي يحررك من القلق، لأنك تسلّم أمرك لمن بيده الأمر كله.-
القرآن نفسه مصدر السكينة:
كما قال تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ﴾ [الإسراء: 82]
فالقرآن دواء للقلوب قبل أن يكون أحكامًا وتشريعات.
🌸 السكينة في السنة النبوية
-
قال ﷺ: "ما أصاب عبدًا همٌّ ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك... إلا أذهب الله همه وحزنه، وأبدله مكانه فرحًا"
هذا الدعاء من أعظم ما يشرح الصدر ويزيل الهم. -
وكان ﷺ إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، فهي لحظات لقاء مع الله تملأ القلب بالطمأنينة.
💖 خطوات عملية لنيل السكينة
-
المحافظة على الأذكار صباحًا ومساءً.
قراءة القرآن بتدبر ولو بضع آيات يوميًا.
-
البكاء بين يدي الله في الدعاء، فهو يطهّر القلب.
-
صحبة الصالحين، فالقلوب تتأثر بمن حولها.
-
الابتعاد عن الضوضاء الرقمية ولو ساعة يوميًا، للتفرغ لذكر الله والتأمل.
📌 خلاصة
حين يضيق صدرك، لا تبحث عن السكينة في الدنيا وحدها، بل الجأ إلى الله، فهو وحده الذي قال: "هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ". السكينة هبة ربانية، ومفتاحها بين يديك: ذكر، دعاء، قرآن، وصبر.