التأمل في رحمة الله

حين يغلق الناس أبوابهم... يبقى باب الله مفتوحًا

في لحظات كثيرة من حياتنا، نطرق أبواب البشر بحثًا عن العون أو كلمة طيبة، لكننا نصطدم ببرود أو انشغال أو حتى تجاهل. نخرج من عندهم محمّلين بخيبة أمل أكبر مما جئنا به، ونسأل أنفسنا: إلى أين أذهب الآن؟

لكن هناك باب لا يُغلق أبدًا، باب لا يعرف المواعيد ولا يحتاج إلى إذن للدخول، باب مفتوح في أي وقت، لمن طرقه بصدق قلبه… إنه باب الله.

🌿 قصة فتاة في لحظة وحدة

كانت "سارة" تعيش أيامًا ثقيلة؛ مشاكل في العمل، خلافات في البيت، وأصدقاء ابتعدوا واحدًا تلو الآخر. وفي إحدى الليالي، جلست وحدها، شعرت أن كل من حولها أغلقوا أبوابهم في وجهها. دموعها تساقطت، ويدها امتدت إلى هاتفها لتبحث عن أحد تتحدث معه، لكنها توقفت فجأة…

قالت في نفسها: لماذا أبحث عن البشر وقد غفلت عن باب الله؟
توضأت، وقامت تصلي ركعتين في جوف الليل، ورفعت يديها تدعو بكل ما في قلبها. لم يتغير شيء في الظروف فورًا، لكنها شعرت براحة لم تعرفها منذ زمن. أدركت حينها أن اللجوء إلى الله لم يكن آخر الحلول… بل كان أعظم الحلول.

🌸 تأملات عن باب الله المفتوح

• باب الله لا يغلق: البشر قد يغلقون أبوابهم لأنهم مشغولون أو عاجزون أو حتى غير راغبين، أما الله فبيده خزائن السماوات والأرض، وهو القائل: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60].
• لا تحتاج إذنًا أو موعدًا: تستطيع أن تطرق باب الله وأنت في بيتك، في عملك، أو حتى في قلب الزحام، وسيصلك منه الجواب بطمأنينة في قلبك.
• اللجوء إلى الله يزيدك عزًّا: في حين أن التذلل للبشر قد ينقصك، فإن التذلل لله يرفعك عنده.

💖 كيف تطرق باب الله في الضيق؟

الصلاة والدعاء: فهي أسرع طريق للسكينة.

قراءة القرآن بتدبر: فهو رسالة الله التي تهدئ القلوب.

الاستغفار: يفتح أبواب الرزق والفرج.

التوكل الصادق: أن تسلّم أمرك لله وتوقن أنه يدبره بأفضل مما تريد.

📌 خلاصة

حين يغلق الناس أبوابهم في وجهك، لا تحزن، فقد يكون ذلك تنبيهًا من الله لتلتفت إلى بابه. باب الله مفتوح على الدوام، لا يغلقه ذنب ولا يرده ضعف، فقط أقبل عليه بقلبك، وستجد عنده ما لم تجده عند أحد من خلقه.