حين يبتليك الله... فلتبتسم 🌸
الابتلاء كلمة تهزّ القلوب، وتجعل النفوس ترتجف خوفًا من المجهول.
كثير من الناس يظنون أن البلاء غضب أو نقمة، بينما هو في الحقيقة أمانة ربانية
تحمل في طياتها الخير الكثير، حتى وإن لم ندركه في لحظته.
إنها رسالة من الله، يختبر بها صبرك، ويطهّر قلبك، ويقربك إليه أكثر
مما كنت.
لماذا
يبتلينا الله؟ 🤲
الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم:
"وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ
وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ
الصَّابِرِينَ" [البقرة: 155]
الابتلاء
ليس عقوبة دائمًا، بل قد يكون:
رفعة في الدرجات: حتى تبلغ منزلة لم تكن لتصل إليها بعملك وحده.
تكفيرًا للذنوب: ليخرج قلبك نقيًا أبيض لا يحمل وزرًا.
إيقاظًا من الغفلة: أحيانًا نغرق في الدنيا، فيوقظنا الله بلطفه عبر
ابتلاء يعيد ترتيب أولوياتنا.
اختبارًا للمحبة: ليظهر صدق إيمانك، أتصبر وتثبت أم تتذمّر وتجزع؟
كيف
تبتسم رغم الألم؟ 🌿
الابتسامة هنا ليست مجرّد حركة على الوجه، بل حالة قلبية تقول:
"أنا مطمئن لأن ربي معي".
ابتسم لأنك لست وحدك: الله أقرب إليك من كل أحد.
ابتسم لأن البلاء قصير: فلا حزن يدوم، ولا جرح يبقى، وبعد الليل يشرق
النهار.
ابتسم لأن الأجر عظيم: قال ﷺ: "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب
ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها من
خطاياه" [متفق عليه].
دروس
نتعلمها من البلاء 🌸
الصبر الحقيقي: أن تسلّم أمرك لله وتطمئن.
الرضا بالقضاء: أن تقول "الحمد لله" في السراء والضراء.
القرب من الله: ساعات الدعاء والدموع تجعل قلبك أنقى.
فهم الدنيا على حقيقتها: أنها دار ابتلاء لا دار خلود.
خطوات
عملية لتجاوز البلاء بابتسامة 💡
الاستعانة بالذكر: حافظ على أذكار الصباح والمساء، فهي طوق نجاة.
الدعاء بيقين: ادعُ وكأن الإجابة أمام عينيك.
الصحبة الصالحة: قلوب مؤمنة تذكّرك بالله تُخفف عنك كثيرًا.
النظر إلى نعمك الأخرى: في وسط البلاء هناك نعم لم تفقدها بعد.
تذكر قصص الأنبياء: أيوب صبر على مرضه، يوسف على سجنه، محمد ﷺ على
أذى قومه... فهل نحن أعظم منهم؟
ومضة
أمل 🌷
حين يبتليك الله، ابتسم...
لأنك تعلم أن كل ما يقدّره الله خير، وأن وراء الغيم شمسًا ستشرق،
وأن البلاء بداية فرج، وأن دموعك اليوم ستتحوّل غدًا إلى نور في قلبك.
فالابتلاء ليس نهاية الطريق، بل هو طريق يقودك إلى الله، ومن وجد
الله ماذا فقد؟