الزهرة الصامدة: حكاية أمل لا ينكسر

في وسط صحراء قاحلة، تتناثر الصخور الرمادية الحادة، وتغطي الأرض تشققات جافة من أثر الجفاف. وسط هذا المشهد القاسي، تنبت زهرة صغيرة بلون وردي زاهٍ أو أصفر مشرق، تقف …

الواثقه بالله
المؤلف الواثقه بالله
تاريخ النشر
آخر تحديث





 في وسط صحراء قاحلة، تتناثر الصخور الرمادية الحادة، وتغطي الأرض تشققات جافة من أثر الجفاف.
وسط هذا المشهد القاسي، تنبت زهرة صغيرة بلون وردي زاهٍ أو أصفر مشرق، تقف شامخة رغم الرياح، وأوراقها الخضراء النضرة تتحدى القحط.
الشمس في الأفق ترسل أشعتها الذهبية الدافئة، وكأنها تبارك صمود هذه الزهرة.
في السماء طيور تحلق بعيدًا، وكلمات بخط عربي أنيق تزين المشهد: "اصمد… حيث وضعك الله، ستزهر."

في أحد زوايا الأرض التي ظن الناس أنها ميتة، حيث لا ماء ولا حياة، ووسط صخور صلبة لا يمر بها عابر، وُجدت زهرة صغيرة.
لم تُزرع بيد إنسان، ولم تُسقَ بماء جارٍ، بل خرجت للحياة بقدرة الله، متحدية كل قوانين الطبيعة التي تقول: "لا حياة هنا".

كانت جذورها تمتد في أعماق الصخور تبحث عن قطرة ماء، وأوراقها تستقبل الشمس الحارقة كل صباح، لكنها لم تشتكِ يومًا.
الريح كانت تمر قاسية، تحاول اقتلاعها، لكنها كانت تتمسك أكثر بالأرض التي أنبتتها، كأنها تقول:
"
لن أترك مكاني، فقد ولدت هنا، وهنا سأزهر."

مرت الأيام، وظلّت تلك الزهرة تكبر ببطء، حتى أصبحت بقعة جمال وسط مشهد قاسٍ.
لم تكن الزهرة تعلم أن أحدًا يراها، لكنها كانت تزهر لنفسها، ولله الذي خلقها.
وذات يوم، مر بها مسافر تائه يبحث عن مأوى، وعندما رآها، شعر بالأمل يعود لقلبه، وقال لنفسه:
"
إن كانت هذه الزهرة استطاعت أن تعيش هنا… فأنا أيضًا أستطيع أن أستمر مهما كانت ظروفي."

 

الدروس المستفادة من حكاية الزهرة الصامدة

1.    الإيمان يخلق الحياة في أصعب الظروف
ما دام في قلبك يقين بالله، فلن تعجز عن الوقوف مهما كانت الرياح عاتية.

2.    الجمال الحقيقي ينبع من الداخل
الزهرة لم تكن تنتظر تصفيق أحد، لكنها أزهرت لأنها خُلقت لتزهر.

3.    الصعوبات تصنع القوة
لو نبتت في أرض خصبة، لما كانت بهذه الصلابة. وكذلك نحن، الصعوبات تُنبت فينا جذورًا أعمق.

4.    الأثر لا يُشترط أن يكون كبيرًا ليغير العالم
مجرد وجودها في ذلك المكان غيّر حياة شخص واحد على الأقل، وهذا يكفي.

 

في النهاية

 نحن جميعًا زهور صغيرة في هذه الحياة، قد يضعنا الله في أرض صعبة، لكننا خُلقنا لنزهر حيث وُضعنا.
وتمامًا كما قاومت تلك الزهرة الصامدة، يمكن لكل قلب مؤمن أن يواجه قسوة الحياة بابتسامة، وثقة أن الله معه دائمًا.

 


تعليقات

عدد التعليقات : 0