تمرّ بالإنسان لحظات قاسية، يظن فيها أن كل الأبواب قد أوصدت، وأن الدنيا قد ضاقت عليه بما رحبت. لكن الحقيقة أن هناك بابًا واحدًا لا يُغلق أبدًا؛ باب الله عز وجل، باب الرحمة والمغفرة والرجاء.
هذه القصة ليست مجرد سرد لواقعة، بل هي رحلة إيمانية تعلمنا كيف نتمسك بالأمل، وكيف نجد الطمأنينة حتى في أشد اللحظات قسوة.
🌸 بداية الحكاية: حين ضاقت الدنيا
تحكي "سارة" قصتها وتقول:
"كنتُ في مرحلة من حياتي أشعر فيها بثقل شديد على صدري. فقدتُ عملي فجأة، وخذلني أقرب الأصدقاء. حاولت أن أبحث عن فرصة جديدة لكن كل الأبواب كانت تُغلق أمامي واحدًا تلو الآخر. لم أكن أملك سوى دموعي، وكنتُ أعيش في شعور بالوحدة والضياع."
هذا الموقف يمر به الكثيرون، حيث نشعر أن لا أحد يسمعنا أو يمدّ لنا يد العون، وأن الأزمات تلاحقنا بلا توقف.
🌼 لحظة التحول: نور من القرآن
تقول سارة:
"في إحدى الليالي، بعدما شعرت أنني على وشك الانهيار، أمسكت بالمصحف وفتحته، فوقعت عيناي على قوله تعالى:
{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2-3].
أحسست أن هذه الآية وُجهت إليّ شخصيًا، كأن الله يربّت على قلبي ويقول لي: "لا تيأسي، فبابي لا يُغلق"."
هنا بدأت سارة تدرك أن الحل ليس في التعلق بالناس، بل في التعلق بالله، وأن الفرج قد يأتي من حيث لا نتوقع.
🌷 خطوات عملية نحو الطمأنينة
لم تتغير الظروف فجأة، لكنها قررت أن تغيّر هي نفسها. تقول:
-
بدأت بالدعاء في جوف الليل، ولو بدعوات بسيطة.
-
خصصت وقتًا يوميًا لقراءة القرآن ولو نصف صفحة.
-
تعلمت أن أقول: حسبي الله ونعم الوكيل عند كل شعور بالخذلان.
-
بدأت أدوّن نعم الله عليّ، لأتذكر أنني لست محرومة كما كنت أظن.
مع هذه الخطوات، شعرت سارة أن قلبها أصبح أهدأ، وأنها قادرة على مواجهة الواقع بروح جديدة.
🌟 ثمرة الصبر
بعد أشهر قليلة، جاءها عرض عمل لم تكن تتوقعه، بل كان أفضل من كل ما تقدمت له سابقًا. وتحققت بعض الأمنيات التي كانت تؤجلها، فشعرت بصدق قوله تعالى:
{إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح: 6].
تقول سارة:
"أدركت حينها أن الله لم يغلق الأبواب في وجهي، بل كان يهيئني لشيء أفضل. تعلمت أن ما نعتبره خسارة قد يكون بداية لطريق أجمل، فقط إذا أحسنا التوكل على الله."
🕊️ دروس من القصة
-
باب الله لا يُغلق أبدًا: مهما ضاقت بنا الدنيا، فإن الله أقرب إلينا من أنفسنا.
الصبر مع الإيمان يجلب الفرج: قد يتأخر الفرج لكنه لا يغيب.
-
الدعاء سلاح المؤمن: هو الصلة المباشرة بالله، التي تعيد الطمأنينة للقلب.
-
كل أزمة هي بداية جديدة: المهم أن نتعامل معها بنظرة إيمانية.
💡 لماذا نحتاج الإيمان وقت الأزمات؟
-
لأنه يملأ القلب بالثقة أن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا.
-
لأنه يجعلنا نرى الرحمة في قلب الابتلاء.
-
لأنه يحررنا من التعلق بالناس، ويعيدنا للتعلق بالخالق.
🌙 كيف نتعامل مع الخذلان؟
-
لا تجعل خذلان الناس سببًا لانكسارك، بل اجعله سببًا لعودتك إلى الله.
اغفر لتسلم قلبك من الحقد.
-
تذكر أن الله لا يتركك، حتى وإن تركك الجميع.
🌸 خطوات عملية للطمأنينة
-
قراءة الأذكار اليومية صباحًا ومساءً.
-
المحافظة على ركعتي الضحى وقيام الليل.
-
كتابة 3 نعم كل يوم لشكر الله عليها.
-
ترديد: اللهم اجعل لي من كل همٍّ فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا.
✨ الخاتمة
قد تُغلق الأبواب في وجوهنا، وقد نشعر أن لا أحد يفهم ما بداخلنا، لكن الحقيقة أن الله دائمًا قريب، وبابه لا يُغلق. لنتعلم أن نطرق بابه في السراء والضراء، لأنه وحده القادر أن يبدل حزننا سعادة، وضعفنا قوة، ويأسنا أملًا.